دعاء السفر كامل مكتوب من السنة النبوية

يعد دعاء السفر أحد الأدعية المسنونة عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- والذي يسن أن يقال في كل سفر يسميه المؤمن، وذلك باختلاف المسافة، أو التوقيت، أو حتى الهدف من السفر، وقيل أن المسافر يردد هذا الدعاء بداية من ركوبه دابة السفر، وعن الدعاء، وأذكار السفر، وتوديع المسافر نتعرف إلى ذلك بالتفصيل فيما يلي.

دعاء السفر كامل مكتوب

بداية هناك العديد من الأشخاص الذين يرددون دعاء السفر عند ركوب أي دابة، أو الذهاب إلى أي مكان بواسطة وسيلة مواصلات، وهذا لا حرج منه، فذكر الله لا خلاف عليه ما دام العبد لا يدعو بالإثم والعدوان والمعصية، في حين نجد أن أهل العلم اقتصر استحبابهم لقراءة هذا الدعاء على السفر فقط، وعن صيغة الدعاء للسفر نتعرف إليه في التالي:

عن ابْنَ عُمَرَ ـ رضي الله عنه ـ عَلَّمَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى
عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ،
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ـ اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى،
اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الْأَهْلِ،
اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ في الْمَالِ وَالْأَهْلِ، وَإِذَا رَجَعَ
قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ
.

أدعية توديع المسافر

أما ما ورد في المأثورات عن أدعية توديع المسافر، نجد أن بعض الصالحين، اجتهدوا في صيغ لأدعية المسافر وتديعه، فقسمت على النحو التالي:

  1. ما قيل في توديع المسافر للمقيم:

    “استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه”

  2. وما قيل من دعاء المقيم في البلد للمسافر إلى أخرى:

    “استودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك، زودك الله التقوى، وغفر ذنبك،
    ويسر لك الخير حيثما كنت”

  3. أما بشأن المسافر إذا أسحر فنقول:

    “سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ بَلاَئِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذاً بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ”

  4. وعن دعاء المسافر إذا نزل بمكان جديد:

    “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ”.

  5. وعلى المسافر ألا ينسى ذكر الله أثناء سفره فيسبح، ويحمد:

    قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه : “كُنَّا إِذَا صَعَدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا”.

  6. ومن الأمور المستحبة بل المسنونة هو دعاء الخروج من المنزل سواء للسفر أو غيره، فنقول ما ورد في سنة رسول الله، حيث قال:

    عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: “مَنْ قالَ –
    يعني إذا خرج من بيته -: باسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ. يُقالُ لَهُ:
    كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَهُدِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ
    هُدِيَ وكُفِيَ وَوُقِيَ؟”

كل هذه الأدعية، والأذكار، تقال حيث نخرج إلى السفر، أو في توديع المسافر إلى بلد آخر،او مكان آخر، ولكن ماذا نقول حين العودة من السفر؟ هذا ما سنتعرف إليه في التالي.. فتابعنا!

دعاء الرجوع من السفر

نستدل على دعاء العودة من السفر بما روي عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- عن سفره إلى الحج والعمرة، حيث روي في سنته ما يلي:

كانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا قَفَل مِنَ الحجِّ أَو العُمْرَةِ كَبَّر ثَلاثاً ، ثُمَّ قال: “لا إله إلاَّ اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،
لَهُ المُلْك ولَهُ الحمْدُ ، وَهُو على كلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ . آيِبُونَ تَائِبُونَ عابِدُونَ ساجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
صدقَ اللَّه وَعْدهُ، وَنَصر عبْده ، وَهَزَمَ الأَحزَابَ وحْدَه” متفقٌ عليه.وعن أَنسٍ رَضي اللَّهُ عنهُ قال:
أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ ، حَتَّى إذا كُنَّا بِظَهْرِ المَدِينَةِ قال: “آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ”.
فلمْ يزلْ يقولُ ذلك حتَّى قَدِمْنَا المدينةَ” رواه مسلم.

وهذا يعني أنه حين العودة من السفر، نقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون لربنا حامدون” ويمكن أن نستزيد بقول: “صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده.. لا إله إلا الله”.

اذكار السفر الصحيحة

لم يرد في سنة رسول الله حول السفر سوى ما نقوله من دعاء السفر، ولكن هناك بعض الأدعية، والأذكار، والآيات المستحب أن تقل حين السفر، وردت في اجتهادات الصالحين، وعباد الله المخلصين، وهى كالتالي:

  • قراءة فاتحة الكتاب

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ
    الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

  • قراءة آية الكرسي

    “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ
    مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ
    عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم”.

  • قراءة سورة المعوذات الثلاث

    “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(4)”
    “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ
    شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)”
    “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ
    (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)”

  • ومن الممكن أن نستزيد بقراءة خواتيم البقرة

ونؤكد أن ذكر الله في كل وقت وحين لا حرج فيه، فغاية العبادة النية الخالصة إلى وجه الله تعالى، فقل ما تشاء من أدعية، وأذكار، ما دمت تخلص النية لله، وتفعل كل أمر لوجه الله تعالى.. والآن: نتعرف إلى سنن المسافر.

دعاء المسافر مستجاب

من المعروف أن دعوة المسافر مستجابة، وذلك استنادًا لقول رسول الله -صل الله عليه وسلم- حيث قال: “ثلاث دعوات متسجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده”، وأضاف العلماء أن دعوة المسافرمستجابة مدة سفره، وحتى يعود من السفر؛ والسبب وراء استجابة دعوته، كونه في غربة، وانكسار على النفس، وورد أيضًا في “فيض القدير” للمناوي، أن الدعاء يستجاب في أوقات، منها: دعوة المسافر حتى يرجع، والمريض حتى يبرأ، وفي التالي نتعرف إلى بعض أدعية من السنة جامعة، وهى:

  • عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: “ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”

  • عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الحَزن سهلاً إذا شئت”

وإلى هنا نكون قد تعرفنا إلى أدعية السفر، والمسافر، وتوديعه، من السنة النبوية، وبعض المأثورات، فضلاً عن اجتهادات بعض الصالحين، وعباد الله المخلصين.

 

 

Close Bitnami banner
Bitnami