دعاء الاستخارة وصلاتها وطريقة تأديتها وهل يجوز قوله دون صلاة؟

دعاء الاستخارة … قد نتعرض كل يوم أو كل فترة لخيارات عدة تضعنا في حيرة من أمرنا ولا نستطيع اختيار أيًا منها؛ فيكون القرار الأمثل حينها هو التوجه إلى الله بصلاة و دعاء الاستخارة ؛ فهو علام الغيوب، وخير من يعلم الأنسب لنا ولحياتنا ولقدراتنا، ومن بعد تأديتها نشعر بالراحة، وسيصبح الوضع الذي سنكون فيه هو الأفضل؛ لأنه اختيار الله؛ فتابعونا في السطور التالية لنعرض لكم كل شيء عن هذه الصلاة سواء الدعاء الخاص بها أو طريقة تأديتها أو أفضل وقت لصلاتها، وغيرهم.

دعاء الاستخارة

  • يُستخدم هذا الدعاء في أي شيء تُريد أن تستخير الله بشأنه، سواء كانت وظيفة جديدة، أو التحاق بالكلية، أو زواج، أو طلاق، أو شراء شيء، وغيرها من الأشياء الأخرى التي قد تحتار في اختيار أي منها، وهو كالآتي:
    “اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، واسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم،
    وأنت علام الغيوب،
    اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر “وتقول الأمر” خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري،
    فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه،
    وإن كنت تعلم أن هذا الأمر “وتقول الأمر مرة أخرى” شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري،
    فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.”

وبعدما تعرفنا على دعاء الاستخارة… تابعونا في السطور التالية لنتعرف سويًا على حكم صلاة الاستخارة وما يُقرأ فيها.

حكم صلاة الاستخارة

  • بالطبع أن صلاة الاستخارة سنُة عن رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهذا ما أجمع عليه
    جميع العلماء؛ فقد أخرج البخاري، والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما،
    قال:”كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من
    القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك،
    واستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب،
    اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله،
    فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري،
    أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.”
  • وقال الشيخ ابن تيمية: “ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره.”
  • كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
    ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
    وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ” (سورة آل عمرا ن: 159.)
  • وقال قتادة: “ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم.”
  • كما قال النووي، رحمه الله تعالى، في باب الاستخارة والمشاورة :
    “والاستخارة مع الله، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح، وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير،
    والإنسان خلق ضعيفاً، فقد تشكل عليه الأمور، وقد يتردد فيها فماذا يصنع ؟”
  • وقَالَ النَّوَوِيُّ: “يُستَحب أن يستشير قبل الاستخارة من يعلم من حاله النصيحة والشفقة والخبرة،
    ويثق بدينه ومعرفته، قَالَ تَعَالَى: “وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ” وعندما يستشير ويظهر أنه مصلحة، يستخير الله.
    قال ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيُّ: “حَتَّى عِنْدَ الْمُعَارِضِ “أَيْ تَقَدُّمِ الاسْتِشَارَةِ” لأَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ إلَى قَوْلِ الْمُسْتَشَارِ
    أَقْوَى مِنْهَا إلَى النَّفْسِ لِغَلَبَةِ حُظُوظِهَا وَ فَسَادِ خَوَاطِرِهَا.”

طريقة تأدية صلاة الاستخارة

  • يبدأ العبد أولًا بالوضوء مثلما يفعل لأية صلاة، ومن ثم يتجه نحو القبلة، وقبل أن يبدأ في الصلاة،
    عليه أن ينوي بقلبه، وليس لسانه، أنه سيؤدي هذه الصلاة؛ إذ تجب في هذه الصلاة النية قبل البدء فيها.
  • بعد ذلك يُصلي ركعتين، على أن يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وبعدها ما تيسر من القرآن الكريم.
  • وبعدما ينتهي من الصلاة، يدعو الله بدعاء الاستخارة.
ماذا يقرأ الشخص في صلاة الاستخارة؟
  • تُقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وبعدها ما تيسر من القرآن الكريم.

متى تقول دعاء الاستخارة في الصلاة؟

  • يُقال دعاء الاستخارة بعد الانتهاء من الصلاة، وهذا بناءً على ما أخرجه البخاري، والترمذي وغيرهما
    عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال:”كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلمنا الاستخارة
    في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين
    من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم،
    فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في
    ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه،
    وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله،
    فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.”

شروط صلاة الاستخارة

  • على العبد أن يكون مخلصًا النية لله، سبحانه وتعالى.
  • وعلى العبد أيضًا أن يتوكل على الله ويثق فيه وفي قدرته على تيسير أموره لما هو أفضل له.
  • لا تُؤدى هذه الصلاة في الأوقات المنهي عنها، كما أنها مكروهة بعد صلاة العصر، وصلاة الفجر.
  • التحلي بالصبر وعدم الاستعجال على نتيجة صلاة الاستخارة.

أوقات النهي عن صلاة الاستخارة

تتواجد أوقات منهي عن الصلاة فيها بصفة عامة سواء كانت صلاة الاستخارة أو غيرها من الصلوات، وهي كالآتي:

  • بعد صلاة الفجر.
  • بعد صلاة العصر.
  • إذا استوت الشمس في وسط السماء.
  • بعد صلاة الوتر؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً.”

أما إذا كنت تُريد أن تعرف ما هو الوقت المناسب لتأدية صلاة الاستخارة، وهل يمكن قول الدعاء دون صلاة، وكيف يمكنك معرفة نتيجة هذه الصلاة؟ تابعنا في السطور التالية وسنجيب لك عن جميع أسئلتك.

ما هو الوقت المناسب لصلاة الاستخارة؟

  • كما ورد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فلا يتواجد وقت مناسب لتأدية صلاة الاستخارة،
    أو وقت بعينه لتأديتها،
    ولكن يذهب البعض إلى أنه يُفضل تأديتها في الثلث الأخير من الليل؛ لأنها تشتمل على دعاء،
    وفي الثلث الأخير من الليل يكون الدعاء مُستجاب بأمر الله؛ فقال الرسول،
    صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
    يقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟”
  • وبناءً على ما سبق ذكره؛ فيمكن تأدية صلاة الاستخارة في أي وقت من اليوم ما عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.

هل يجوز قول دعاء الاستخارة دون صلاة؟

  • نعم، يجوز قول دعاء الاستخارة دون صلاة؛ حسبما اجتمع أهل العلم، وهذا في حال تواجد عذر
    ما يحول دون قدرة العبد على تأدية هذه الصلاة، مثل الانشغال، وهذا للرجل والمرأة،
    أو أن تكون المرأة حائض أو نفساء.
  • ولكن بالطبع يُفضل أن يُقال الدعاء بعد تأدية صلاة الاستخارة؛ كما علمَّ النبي،
    صلى الله عليه وسلم، أًصحابه؛ ففي صحيح البخاري وغيره عن جابر رضي الله عنه قال:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول:
    إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك،
    واستقدرك بقدرتك، واسألك من فضلك العظيم،
    فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب،
    اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر “ويسميه” خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري،
    أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي،
    ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري،
    أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به. رواه البخاري.

 كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة

قد تحدث بعض العلامات التي يمكنك من خلالها معرفة نتيجة صلاة الاستخارة، ولكنها لا تحدث دائمًا؛ فقد لا تحدث، ومنها:

  • أن ينشرح صدرك لأحد الأمرين دون الآخر.
  • الرؤية.
  • أن تسمع ما يجعلك تسير في أحد الطريقين دون غيره، أو أن تتخذ قرار ما دون غيره.
    وقد لا يحدث أي شيء من العلامات المذكورة في الأعلى، وفي مثل هذه الحالة؛ على العبد
    أن يعلم أن الأمر الذي حدث أو الطريق الذي سار فيه هو الخير له.

وبهذا نكون قد تعرفنا على دعاء الاستخارة وصلاتها، وطريقة تأديتها، وكل شيء عنها، ونسأل المولى، عز وجل، أن يلهمكم الصواب، ويرشدكم إلى الطريق الأنسب دائمًا.

Close Bitnami banner
Bitnami